حكاية لحنعاجل

قولوا لعين الشمس.. أغنية وطنية مصرية سرقتها إسرائيل في 67

شادية

جهاد نادر

أغنية “قولوا لعين الشمس ما تحماشي“، للفنانة الكبيرة شادية، هي أحد أشهر الأغنيات في مصر والوطن العربي، ولكن قلائل لا يعلمون ان هذه الأغنية ليست عاطفية، ولكنها أغنية وطنية، ولها خلفية سياسية معروفة انذاك.

كلمات قولو لعين الشمس ما تحماشى

تبدأ كلمات الأغنية بـ «قولوا لعين الشمس ما تحماشي .. أحسن حبيب القلب صابح ماشي.. يا حمام يا حمام طير قبلوا قوام يا حمام .. ويا ناس لو غاب يا ناس .. خلوه يبعتلي كلام والاه بقولها وهو ما يدراشي .. ومن بعدو طعم الدنيا ما يحلاشي ..

قولوا لعين الشمس ما تحماشي »، غنتها الفنانة شادية عام 1966 من كلمات الشاعر مجدي نجيب وألحان بليغ حمدي.

حكاية أغنية ” قولوا لعين الشمس ما تحماشى”

تبدأ الحكاية بسبب حادث قرية دنشواي، خلال فترة الاحتلال البريطاني، حيث شكل الإنجليز محكمة ظالمة ضد عدد من الفلاحين، وتم الحكم على 4 مصريين ظلماً بالأعدام، وآخرين بالجلد والاشغال الشاقة المؤبدة.

فجرّت هذه المحاكمة الظالمة غضبا شعبيا عارما، وكافأ الانجليز بطرس باشا غالي، على تعاونه معهم، وتم تعيينه رئيسا للحكومة المصرية.

هنا، عاد شاب مصري من أوروبا، يدعى ابرهيم الورداني، كان يدرس الصيدلة، عاقدًا العزم على النضال ضد المحتل البريطاني، داعيًا إلى المشاركة في الحركات السرية المقاومة للاحتلال، ليقرر الانتقام من الظلم الإنجليزي الذي أصاب شعبه.

وفي 1910 أطلق ابرهيم الورداني، 6 رصاصات من مسدسه على رئيس الوزراء بطرس غالي وارداه قتيلا، وحكم عليه بالاعدام، رغم اعتراض المفتي على حكم إعدام، لأول مرة في التاريخ، ولكن الحكومة والإنجليز أضطرا لتنفيذ حكم الإعدام بدون موافقة المفتي، فانتفض المصريون ضد الحكم وخرجوا في تظاهرات في كل انحاء مصر وهم ينشدون مرددين في إيقاع فريد أخرجوه من جراب تراثهم الشعبي: “قولوا لعين الشمس ما تحماشي لحسن غزال البر صابح ماشي” قاصدين الشاب المصري إبراهيم الورداني.

وفي عام 1919 وبعد قرار اعتقال سعد باشا زغلول، خرجت الجماهير المصرية مرة أخرى منددة بقرار الاعتقال، مرددة، “قولوا لعين الشمس ما تحماشي.. أحسن زعيم الوفد صابح ماشي”، لتصبح تلك المقولة تردد مع دعم كل مناضل ووداع كل عزيز.

بعد سنوات طويلة وتحديداً عام 1966م، كتب الشاعر مجدي نجيب، المطلع الأول مع تغيير العبارات، ولحّنها بليغ حمدي وغنّتها شادية في اداء متقن وجميل، ليحفظها جيلا بعد جيل، دون ان يدرك الكثيرون قصتها، بداية من حادثة دنشواي عام 1910، وحتى أن أوقفتها الحكومة المصرية لفترة زمنية معينة عقب نكسة 1967.

وفي أعقاب هزيمة نكسة يونيو عام 1967، سرقت إحدى المغنيات الإسرائيليات كلمات الأغنية، وزيفتها بطريقة هزيلة تسخر فيها من هزيمة النكسة، بعد أن غيرت في كلماتها: “قولوا لعين الشمس ما تحماشي.. لأحسن الجيش المصري صابح ماشي”، والتي أثارت غضب المصريين.

بعد سرقة المغنية الإسرائيلية لكلمات الأغنية، أصدرت الحكومة المصرية قرار بوقف إذاعتها، خاصة بعدما غضب الكثير من المصريين من عمليات السرقة والتدليس التي قامت بها اسرائيل، حتى هدت الأوضاع وتم إذاعة الأغنية مرة أخرى لتظل باقية في وجدان المصريين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights