جهاد نادر
تعتبر أغنية العتبة جزاز، أحد أشهر أغاني الأفراح في القرن الماضي، ورغم كلماتها “البلدي”، إلا ان صناع السينما، قد استعانوا بها لتكون مكون أساسي في أعمالهم، حيث ثدمها الفنان الكبير فؤاد المهندس، في فيلم سينمائي، يحمل نفس أسم الأغنية.
أبطال العتبة جزاز
فيلم (العتبة جزاز) بطولة فؤاد المهندس وشويكار ومحمد رضا وحسن مصطفى وزوز شكيب، ومن ﺗﺄﻟﻴﻒ عبدالمنعم مدبولي وعبدالحي أديب، واخراج نيازي مصطفى، وتم إنتاجه في 11 اغسطس 1969.
وكلمات الأغنية هي (العتبه جزاز .. والسلم نايلو فى نايلو) والمقصود بالعتبه هنا هو جسد العروسة، لان هناك مصطلح كان شائع يدل على الرغبة في الجواز الثاني وهو تغيير العتبة، والجزاز دلالة على صفاء جسد العروسة ونعومته، كما أن هذا المصطلح يستخدم في الأماكن الشعبية، كإشارة على جمال الفتاة، كما أن النساء في الأماكن الشعبية يعلمون جيداً معاني كلمات العتبة جزاز، وغيرها من الأغاني الشعبية الأخرى مثل أغنية معرفش ادق التوم الا بقميص النوم، وأغنية العجل هد المصطبة.
حكاية لحن العتبة جزاز
ولكن الأصل فى الحكاية، حسب المؤرخين، أن العتبة كانت زرقا قبل ما تكون خضرا، وأول واحد بنى فى المنطقة دى كان الحاج محمد الدارا الشاريبيشان، وهو نفسه صاحب جامعى الشرايبى المعروف بجامع البكرى فى الأزبكية، الراجل ده بنى سرايا حلوة جدا، ومن بعده السرايا دى اتنقلت ملكية لكذا حد، أحدهما “راجل من الأغنيا الكبار فى البلد” .
هذا الغني، كان اسمه أحمد باشا طاهر، وكان حاكم للصعيد وناظر ديوان الجمارك، وقام بتجديد السرايا وعمل عتبة باب السرايا من الرخام الأزرق النادر والغريب، رخام كده شبه الإزاز، والسلم اللى قبل العتبة كان من رخام أبيض شفاف غريب أيضاً.
ومن هنا، الناس قالت على الميدان اللى أدام السرايا دى ميدان العتبة الزرقا، وطلعت بقى غنوة العتبة جزاز والسلم نايل وفى نايلو.
وعقب وفاة أحمد طاهر باشا، الذي كان مكروهاً بسبب ظلمه لأهالي الصعيد، انتقلت السرايا إلى الأسرة الملكية، منهم والدة الخديوي عباس الأول، حيث أجرتها من ارملة أحمد باشا طاهر، وكان مدة الإيجار 60 عاماً.
ثم الخديوى إسماعيل، الذي هدم جزء من السرايا ووسع الميدان، و عمل “جنينه حلوة أوى كلها زرع وخضرة”، ومن هنا بقى الميدان اسمه العتبة الخضرا، بدل ما كان اسمه العتبة الزرقا، وبعد قيام ثورة 23 يوليو، تم ألغاء أراضي الوقف، الذي اقيم عليها العتبة، ليصبح الميدان بالكامل، ملك للحكومة المصرية.